شروط الصيام الصحيح في رمضان

شروط الصيام الصحيح في رمضان أمر يشغل بال الكثير من المسلمين، فشهر رمضان شهر له فضله وله بركته خصه الله سبحانه وتعالى بعبادة تميزه عن بقية الشهور وهي عبادة الصيام، عبادة فرض الله تأديتها في هذا الشهر فقط من السنة في شهر رمضان وخصص الله سبحانه وتعالى باباً في الجنة يدخل منه الصائمون وهو باب الريان لما للصيام من ثواب كبير بل وفضل الله عبادة الصيام على الكثير من العبادات حين قال في الحديث القدسي (كل عمل إبن آدم له إلّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) ففضل الله عبادة الصيام وجعلها عبادة خاصة لا يؤخذ منه للغرماء يوم القيامة بل يتركه الله ليُجزى به العبد.

لهذا فإن عبادة الصيام من العبادات التي يمكن أن يتعب بها المسلم دون أن يعلم به أي أحد من البشر عكس العبادات الأخرى فالصلاة يراه الناس وكذلك الحج والعمرة حتى الصدقة أما عبادة الصيام إذا تقرب بها العبد الصالح من الله سبحانه فقد يصوم ويمتنع عن الطعام والشراب دون أن يشعر به أحد أو يعلم أي شخص أنه صائم فهو من العبادات الدالة على الإخلاص.
ومع إقبال شهر رمضان يهتم المسلمون بهذه العبادة ويستعدون لها ويكن لهم طقوس خاصة في الطعام والشراب وقت الإفطار ووقت السحور ولكن يظل سؤال يدور بذهن الكثيرين من المسملين وهو ماهي شروط الصيام الصحيح؟ وهل صيامي ينطبق عليه هذه الشروط؟ هل صيامي مقبولاً كعبادة عند الله سبحانه وتعالى؟ وهنا أحادثك عن شروط الصيام الصحيح التي ينبغي أن يلتزم بها كل مسلم ليدخل من باب الريان يوم القيامة مع الصائمين أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام.

شروط الصيام الصحيح

شروط الصيام الصحيح في رمضان نوعان؛ النوع الأول شروط الوجوب وهي الشروط التي إذا تحققت في الفرد المسلم وجب عليه الصيام، أما النوع الثاني فهي شروط الصحة وهي الشروط التي ينبغي تحققها ليكون الصيام صحيحاً وفيما يلي توضيح كل نوع من أنواع شروط الصيام الصحيح.

1- شروط الوجوب هي:

1- البلوغ،  فلا يجب الصيام على الصبي الصغير أو الفتاة الصغيرة ولكن يؤمر به عند سبع إذا أطاق الصيام من باب التعويد على العبادة والصيام ليشب الطفل على حب العبادة ولكن الصيام لا يجب على الصبي قبل البلوغ فالبلوغ أول شرط من شروط الصيام الصحيح في رمضان.

2- الإسلام، فلا يجب على الكافر وجوب مطالبة والمقصود أنه لا يمكن أن تطلب من الكافر الصيام وتطالبه به إلا إذا أسلم.

3- العقل، فلا يجب الصيام على المجنون ولا المغمى عليه كسائر العبادات فالعقل والوعي أحد شروط وجوب الصيام.

4- القدرة، فالقدرة أحد شروط وجوب الصيام على المسلم والمسلم غير القادر على الصيام كأن يكون مريض بمرض لا يرجى برؤه أو الكبير في السن الذي لا يطيق الصيام لمرض أصابه لا يجب عليه أبداً صيام رمضان.

5- لا يجب الصيام على من لديه عذر شرعي، فلا يجب صيام رمضان على الحائض في أيام حيضها بل تعيد الأيام في وقت آخر وكذلك الحامل والمرضع لهما أعذار شرعية تعفيهما من الصيام إلا أن يزول العذر.

2- شروط صحة الصيام

1- الإسلام، فالإسلام أحد الشروط الأساسية للصيام الصحيح ولا يكن للصيام أي قيمة إذا قام بلأدائه شخص غير مسلم.

2- التميز أو العقل، أحد شروط الصيام الصحيح فلا يصح أبداً صيام الغير عاقل أو المجنون بأن يتم منع الطعام عنه حتى أذان المغرب فهذا التصرف غير صحيح بالمرة ولا يُقبل الصيام منه.

3- خلو الصائم من الموانع الشرعية، فلا يصح صيام الحائض أو النفساء حتى لو عقدت النية وصامت فلديها مانع شرعي يمنعها من الصيام وكذلك بقية الموانع الشرعية.

4- أن يكون الوقت قابلاً للصوم، فالصيام عبادة لها شكل محدد ووقت محدد مثل بقية العبادات المرتبطة بالزمن والصيام يكون من الفجر للمغرب فلا يصح الصيام بعد أذان المغرب أو قبل أذان الفجر وكذلك ليكون الصايم صحيح ينبغي أن يكون الصيام في أيام يصح فيها الصيام فلا يصح الصيام في أول أيام العيد لأنها أوقات غير قابلة للصوم.

5- النية، فلو إمتنع المسلم عن الأكل والشراب وسائر المفطرات من الفجر وحتى المغرب دون أن يعقد نية الصيام لن يكون صومه صحيحاً بل ينبغي عقد نية صيام رمضان من اليل.

نهايةً أذكر أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة بتعريف الصيام وهو الإمتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس وكل عام وأنتم بخير.