الاسرة السعيدة لها مقومات وصفات تخلق فيها سعادة حقيقية ينعم بها كل افراد
الاسرة ويشعر بها كل من يتعايش مع افراد هذه الاسرة او يتعامل معهم. ولعل احد هذه
المقومات الموجودة في الاسرة السعيدة هو المعني الحقيقي للكرامة الشخصية لكلا من
الزوجين، الكرامة الشخصية فيما بينهم وكرامة كل واحد منهم امام المجتمع من وجهة
نظر الشريك الاخر. هنا اكتب لكي يا عزيزتي ولك انت ايضا يا اخي بعض النقاط التي
اردت ان اناقشها معك فيما يتعلق بالكرامة الشخصية والاسرة السعيدة.
حدود ومعاني الكرامة الشخصية في الاسرة السعيدة
الكرامة الشخصية في الاسرة السعيدة تمثل في حقيقتها صورة وانعكاس لعلاقة
الحب بين الزوجين. الكرامة الشخصية بين الزوجين تمثل معني التضحية للطرف الاخر
ومعني التكريم من الطرف الاخر في نفس الوقت. ولكن لي كلمات اوجزها في النقاط
التالية.
- في الاسرة السعيدة لا يوجد معنى للكرامة الشخصية، فقد صار الزوجين كيانا
واحدا وبيتنا مكملا لنفسه، وبالتالي الكرامة الشخصية اصبحت مشتركة بينهم وليست
فردية.
- لا كرامة شخصية وفواصل فردية بين الرجل وزوجته، ولكن يوجد احترام متبادل
ومحبة باذلة يفضل فيها كلا منهما الاخر على نفسه.
- الاسرة السعيدة التي يسكن الحب فيها لا تعاني ابدا من مشاكل فيما يخص
الكرامة الشخصية والكبرياء والانا بين الزوجين. فكل منهما غايته اسعاد الطرف الاخر
وتقديمه وتفضيله على نفسه.
- عندما يخطئ الزوج ويهين زوجته لفظيا او جسديا فهو يهدر كرامته هو بصورة
شديدة قبل ان يهينها هي. ايضا اهانة الزوج لزوجته بكافة المستويات يعد جرحا نافذا
في رجولته امامها، وشرخا شديدا في علاقة الحب بينهما لا يمكن علاجه لا بعد زمن
وبعد نوعا من الصفح والتعويض النفسي.
- للزوجة ان تعطي كرامة لزوجها مضاعفة فوق ما يستحق، بل وتنتهز كل فرصة
لاظهار تقديرها له واعجابها به. فكلما فعلت هذا صار الزوج واثقا من نفسه محبا
ومقدرا لها وبالتالي يقابلها بنفس القدر من التكريم والتقدير. الاسرة السعيدة كل
طرف فيها يكرم ويقدر الطرف الاخر.
- في الاسرة السعيدة عادة ما تكون الزوجة حكيمة وقادرة على معالجة الامور
بهدوء. فلا تقابل الغضب بغضب والعين بالعين، فالحب بين الزوجين يجعل الاحتمال
والصبر ضرورة وواجب على كلا الطرفين وخاصة الزوجة.
- في الاسرة السعيدة لا تخرج اسرار البيت اطلاقا ولاي سبب خارج البيت. فلا
تحكي الزوجة لامها ما يدور في بيتها، ولا يشارك الزوج صديقه او عائلته فيما يحدث في
بيته.
- الاسرة السعيدة يرى الزوج ان العلاقة الحميمة وسيلة لاشباع زوجته وتعبيرا
عن حبه لها وليست هدفا لاشباع رغباته هو منها. كما ترى الزوجة ان العلاقة الحميمة هي
وقت رائع تسعى لاشباع زوجها فيه وتعبر له عن عمق حبها له واحتياجها له.
- الاسرة السعيدة هي اسرة استطاع طرفيها ( الزوج والزوجة ) ان يكسرا حدود الخوف والخجل والاغتراب بينهما.
استطاع كل طرف منهما ان يكشف نفسه وقلبه للطرف الثاني قبل ان يكشف جسده، فصارت
النفوس متلاحمة قبل تلاحم الاجساد.
- الاسرة السعيدة هي الاسرة التي يمتاز الرجل فيها بقدرته على تحمل المسئولية
ومواجهة الصعاب الخارجية لتوفير الامن والامان لبيته. هي الاسرة التي يستطيع الرجل
فيها ان يفصل بين عمله واحتياج اسرته له، فلا يدخل البيت وهموم اعماله بداخله
تحرمه من ان يعيش حياته الاسرية.
- الاسرة السعيدة هي الاسرة التي تمتاز فيها الزوجة بالبذل والتضحية عن حب
ورضا. زوجة ترى نفسها سيدة البيت وخادمته في نفس الوقت.
كلماتي هذه عن الاسرة السعيدة ليست وليدة افكاري فحسب بل هي نصائح اباءنا
وامهاتنا، هي وصايا ديننا وعلماء اجتماعنا، فرجاءا راجعوا علاقاتكم في اسركم،
وليكن لديكم اصرار كامل على الحياة السعيدة. واعرفوا ان الكرامة الشخصية ينبغي ان
تبقى في الخلف وتسبقها كرامة الاسرة وكرامة الطرف الاخر بمراحل عديدة. عنما تفعلون
هذا الامر، ثقوا انكم سوف تصبحون انتم الاسرة السعيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق