لا جدوى من التربية بدون حب ولا فائدة من
تعليم الانضباط وحسن السلوكيات لابنائك دون ان تصل اليهم مشاعر الحب الموجودة
بداخلك نحوهم وبدون غرس مشاعر الحب فيما بينهم ومع الاخرين.
بعض صور التربية بدون حب في مجتمعاتنا
قد يكون الاب مثاليًا في كل شئ؛ يوفر لأبناءه
كل متطلبات حياتهم من ملابس ومال ومنزل مجهَز وأجهزة وكماليات أخرى يحسدهم
الكثيرين عليها. قد يكون الاب منظمًا ومرتبًا بطريقة تجعله يعلًم اطفاله النظام
والانضباط في كل امور حياتهم، قد يفعل الاب هذا وفي داخله قناعة كامله انه لم يقصر
في حق ابناءه وبالتالي يجب أن يلتزموا بالصحيح من السلوك وبالصادر من تعليمات
وتوجيهات.
قد يكون الاب غارقًا في مشاغل الحياة بهدف تأمين مستقبل اسرته، ولا وقت
لديه إلا لأخذ التقارير المختصرة من الأم وإتخاذ القرارات فيما تستشيره فيه وغير
ذلك من امور يقررها الاب تجاه امور البيت وافراده. قد يكون الاب مثالًا نموذجيًا
للرجل الناجح ويعتقد ان ابناءه ينبغي ان يكونوا مثله، وعندما يرى ان الامور تسير
على خلاف اعتقاده يتدخل ليصحح مسارها بالشدة والانضباط.
كل ما سبق قد يكون سلوك الاب فيه هادفًا
ومضحيًا تماما لصالح ابناءه، ولكن تبقى حقيقة واضحة وهي " لا جدوى من التربية
بدون حب" ....
علًم اولادك افضل تعليم، وإغرس فيهم روح
الانضباط والالتزام، ولكن التربية بدون حب لن تجعل منهم اشخاص طبيعيين. فالشخص
المحروم من مشاعر الحب من ابويه لا يمكن ان يكون قادرًا على بناء علاقات سليمة مع
الاخرين.
وفًر لاولادك كل ما يلزمهم من متطلبات الحياة
وكماليات الترفية، ولكن تربية بدون حب ستجعلهم يهجرونك في اقرب فرصة تُتاح لهم.
التربية بدون حب تجعل بنتك في حالة جوع عاطفي
يضعها في مأزق بمجرد ان تصل الى فترة المراهقة من عمرها، لتتعلق بأي شخص يُبدي لها
بعض من مشاعر الحب والاهتمام ( سواء بصدق او بدون صدق).
التربية بدون حب تجعل إبنك فاقدًا للتواصل مع
الاخرين، سريع الغضب وعدواني، ومهما بدا ناجحًا في دراسته لن تكون علاقته معكم او
مع الاخرين علاقة اجتماعية سليمة.
ربَي ابناءك بالحب، وثق ان باقي الامور ستسير
على ما يرام، ولكن ليكن حبك لأبنائك حب عاقل وصحيح، حب يضبط بلا قسوة، حب يوجه
السلوك دون عنف او تجريح، حب لا يتحول اى انانية، حب بعيد عن الرغبة في الامتلاك.
حاول ان تضع مفهوما بداخلك
عن الحب العادل في التربية، الحب العادل الذي يعطي كل إبن وكل إبنة من ابنائك
كفايته واحتياجه دون نقص ودون زيادة، الحب العادل الذي يرسم التوازن بين الحرية
والانضباط، بين الواجب والحرية الشخصية، بين احتياجات الاسرة المادية واحتياجاتها
النفسية. وتأكد في النهاية انه "لا جدوى من التربية بدون حب".
صدقني يا عزيزي الاب؛ لا جدوى من التربية
بدون حب، وما تزرعه من حب في نفس اطفالك منذ يوم ميلادهم الاول، يكبرون به، ويسعدون
به، ويعود لك عند كبرك وكبرهم، يعود لك في زمن تكون انت فيه الاحوج للحب، زمن تحصد
فيه ما تزرع، فإزرع الحب تجده......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق