الجمعة، 24 أبريل 2015

تربية الطفل واللجؤ الى الضرب

يمكنك يا عزيزتي ان تكوني ناجحة الى ابعد الحدود في تربية الطفل دون الحاجة الى العقاب بالضرب، فالضرب -مهما كان بسيطا- مؤلم جدًا على نفسية الطفل، فهو يشوَه بشدة صورة الحب والحنان اللذان تعتبري انت رمزًا لهما ومصدرهما الاساسي. لهذا كوني جاهدة على ان تربي طفلك وتعلَيمه الانضباط بكل صِورة دون اللجوء الى الضرب.

الفهم الخاطئ لجدوى الضرب في تربية الطفل


قد يرى البعض ان ضرب الطفل امرًا عاديا في سنواته الاولى لتعليمه الانضباط والسلوك الصحيح، ويعللون هذا بكون الثواب والعقاب امرًا ضروريا في تربية الطفل ولا مانع من الضرب إذا لزم الامر طالما الطفل في سنواته الاولى. ولكن هذا خطأ فادح نرتكبه في حق اطفالنا!
عندما تلجاين كأم الى ضرب الطفل كصفعه بالكف على ظهره او على اي جزء من اجزاء جسمه كالوجه او المؤخرة، فأنت بالفعل سوف تجبرينه على تنفيذ اوامرك والالتزام بتعليماتك، ولكنه لن يعلمه السبب الحقيقي والفهم الصحيح لرفضك ان يقوم بهذا الفعل، ايضا سيكون التزامه بتعليماتك فقط على المدى القريب فقط، بينما سيترك فيه آثار سلبية مدمرة كلما نما في السن ليصبح فيما بعد شخصية غير سوية سريعة الغضب ميالة الى العنف.
اطلاقًا يا سيدتي لا تعاقبي طفلك بالضرب مهما كان فعله او خطأه، فقط قومي بعقابه بالحرمان من المميزات التي يحصل عليها، وبالقدر المناسب للخطأ. يمكنك ان تكوني رائعة في تربية الطفل طالما لديك القدرة على اظهار الجدية والالتزام ممزوجتان بالحب والحنان لطفلك.

فيكفي مثلا ان تظهر ملامح الجدية على تعابير وجهك مع نبرة الصوت الحاسمة والهادئة ليعرف بها طفلك انك جادة فيما تقولين ويلتزم بعقاب المنع من افضل العابه او من مصروفه او من خروجة معينة حسب نوع وحجم الخطأ الذي ارتكبه.
ايضا من المهم ان تكون المكافاة والتحفيز مضاعفة عندما يجيد في امر ما قد سبق واخطأ فيه، فهذة المكافأة لها مفعول السحر في تربية الطفل، فهو يعقد مقارنة ذهنية سريعة بداخله بين ردة فعلك في الحالتين ( الفعل السلبي والفعل الايجابي) وبين المكافاة والعقاب اللذين حصل عليهما نتيجة سلوكه، هذه المقارنة الذهنية وسلوكك الصحيح يخلق بداخله رغبة واصرار على فعل الصواب وتجنب الخطأ.
أما إن كان طفلك صغيرًا ولا يعي العقاب بالمنع او الحرمان، فيكفي ان تصفقي بيدك لجلب إنتباهه ثم تقولي له بصوت هادئ وحازم ما تريدين ان تخبريه ليفهم انك جادة فيما تقولين، فمثلا عندما يحاول ان يعض احد اخوته، ناده بغسمه بصوت حاد وهادئ مع التصفيق باليد لجلب الانتباه وقوليه له " لا تعض اخيك / اختك" .
لكن في جميع الاحوال ومهما كان عمر طفلك لا تستعيني بالضرب في تربية طفلك، ولا تقنعي نفسك اطلاقا ان الضرب الخفيف او السن الصغير لن يؤثر بالسلب على الطفل، فهذا خطا عليك بكل الطرق تجنبه حماية لطفلك وإجادة في تربية الطفل التي سوف تفتخرين بها حين يكبر ويكون شخصا صالحا وناجحا في مجتمع هو الاحوج لشباب صالح وناجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق