الأحد، 19 أبريل 2015

بعض السياسات والحيل في التعامل مع الطفل العنيد

 
تحتاج الأم إلى بعض السياسات والحيل في التعامل مع الطفل العنيد، وليس إلى التعنيف أو التهديد والإجبار لاتباع تعليماتها. فنتيجة المُعاناة وقلّة الحكمة أحيانًا في التعامل مع الطفل العنيد، تتخلّى الأم عن هدوئها وتقوم بتبنّي أسلوب التعنيف والتهديد ضدّه، الذي بدوره يزيد من عناد طفلها، ولا يُقلله، وبالتالي يزيد من معاناتها معه. 

رؤية مبسطة لطبيعة الطفل العنيد

الطفل العنيد؛ هو طفل يشعر باستقلاليّة مُبكرة، وتقدير لذاته، يحاول من خلالها إثبات قدرته على الفهم ( إذا كان العناد في شخصيّته سببه قوة إرادته وذكائه ) أو مُعاقبة الآخرين والتعبير عن غضبه (إذا كان العناد في شخصيّته سببه الضعف والاحساس بالاضطهاد)، وقد يأتي العناد لسبب ثالث، فسيولوجي قد يحتاج لتدخّل العلاجيّ.
وفي جميع الأحوال ستحتاج الأم لفهم طفلها أولًا، ومن ثم شحذ هدوئها وصبرها، وتبنّي بعض السياسات والحيل في التعامل معه، وتهذيب العناد فيه، ومن دون أي خسائر نفسيّة له أو لها.

بعض السياسات والحيل في التعامل مع الطفل العنيد:

هنا اقدم اليك اهم الطرق والسياسات التي يمكنك من خلالها التعامل مع طفلك العنيد بطريقة سليمة جدًا:

1 - سياسة التخيير في  في التعامل مع الطفل العنيد

- لا تُجدي سياسة الإجبار مع الطفل العنيد أي نفعًا، بل تزيد من تعنّته أكثر، فإذا أردتي الطلب من طفلك أن يفعل شيئًا ما لا يُحبه خاصّة، فقومي بسؤاله بشكل غيرمُباشر،وحصر إجابته بين خيارين يؤدي كلاهما إلى رغبتك الأساسيّة منه.
- فإذا حان وقت النوم مثلًا، لا تطلبي منه ذلك بشكل مباشر، بل قومي بتخييره بـ "ماذا تُحب أن أقرأ لك الليلة قبل أن تنام، قصّة الوحش والأميرة، أم قصّة الفرسان الثلاثة؟"، فسيجد نفسه بشكل تلقائي يختار أحد الخيارين والوقوع في فخ الموافقة على الذهاب للنوم.
- وفي حال قام برفض الاختيار، قومي بعقابه بلطف شديد، وذلك باعتبار رفضه اختيارًا، واجعليه يذهب للنوم مباشرة بدون أي قصص تُقرأ. وبذلك سيتعلّم أن الاختيار أفضل من لا شيء. 

2 - سياسة الحوار في  في التعامل مع الطفل العنيد

- اجعلي طفلك يشعر بتفهّمك له وتقرّبك من خلال إسلوب الأسئلة التي تجبره على الإجابة بنعم والاستفاضه بالتحدّث إليك. مثال: "يبدوأنك أحببت هذاالمكان واللعب هنا، صحيح؟"، "أنت تستمتع بصحبتك لهذا الصديق،ها ؟ ،"إذاً حدثني عنه".
- ولأن الأطفال يكبرون وتتغيّر رغباتهم واحتياجاتهم، يجب أن تكوني مرنة مع طفلك، فيما يخص الرفض القاطع لأمرما.  تكلمي معه وتفهّمي سبب رفضه، وقومي بتغيير تعليماتك، خاصّة إذا كان ذلك التغيير لن يسبب له أي ضرر، وثقي به، وفي اتباعه للتعليمات الجديدة، فهذا سيجعله يشعر بالفوز والمسئولية في نفس الوقت لاتباعه لما قام باختياره بنفسه.

3 - سياسة التشجيع في التعامل مع الطفل العنيد

استخدمي الكلمات الإيجابيّة التحفيزيّة والتشجيعيّة بدلًا من كلمات النفي والرفض والتعنيف. فبدلًا من القول: "سأحرمك من النزهة غدًا إن لم تستمع لتعليماتي"، قولي له: "استمع لتعليماتي حتى نذهب غدًا لنزهة جميلة". وقومي بالالتفات دائمًا، والاهتمام، لتصرّفاته الجيّدة ومكافأته عليها إن لزم الأمر. فستجدينه، تلقائياً، يميل للتصرّف بشكل جيّد.

4 - سياسة التجاهل في التعامل مع الطفل العنيد

قد يتصرّف الطفل العنيد بشيء من الغطرسة والتذمّر في كثير من الأوقات وللكثير من الأمور، كرفضه لتناول الطعام مثلًا، والتذمّر على نوع هذا الطعام. والحل الأمثل في مثل هذه الحالات هو التجاهل التام.
فإن رفض تناول الطعام، لا تعطي رفضه أي نوع من الاهتمام وتحدثي في أي شيء لا علاقة له بالطعام. وإن تذمّرعلى نوع الطعام،بكل هدوء ضعي أمامه، كأمرواقع،أي طعام بديل (ليس مُغري) متوفّر دائماً في الثلاجة، فسيضطر تقبّله دون تعليق. وإن رفض تناول حتى البديل، ظلّي هادئة ولا تُظهري أي نوع من المشاعر، واتركيه حتى يستسلم ويذهب لتناول الطعام بنفسه.

5 - سياسة العقاب في التعامل مع الطفل العنيد

في الأمثلة السابقة تم ذكر نوعان من العقاب: عقاب التجاهل، وعقاب تحمّل الطفل نتيجة اختياره، كرفضه لتناول الطعام. هذان النوعان لن يُجديا نفعًا مع الأخطاء الحقيقيّة التي قد يرتكبها طفل عنيد يميل للتمرّد وعدم الطاعّة. ولذلك لزم اختيار عقابًا جادًّا، وبعيدًا عن أي إهانة للطفل أو تحقيره، وفرضه عليه بشكل مُباشر عند العلم بالخطأ.
- قد يأتي هذا العقاب في شكل حرمان الطفل من شيء يحبّه، كلعبة يحبها أو نزهة ما، وقد يأتي في شكل تكليفه بعمل غير مُحبب له لفترة زمنيّة معيّنه، كبعض الأعمال المنزليّة البسطية، الترتيب والتنظيف. والعقاب هنا، وعدم التهاون فيه، سيقلل كثيراً من أخطاء الطفل ويهذّب سلوكه.

6 - حيل أخرى مفيدة في التعامل مع الطفل العنيد

- غالبًا ما يكون الطفل العنيد مفتونًا بالتحدّي، فإن أردتي من طفلك أن يقوم بعمل ما، كالانتهاء من واجباته المدرسية مثلًا، فقومي بلعبة التحدّي معه، كأن تضبطي الساعة على وقت معيّن، ثم تحديه للانتهاء من تلك الواجبات خلال هذا الوقت، ومُكافأته عندالفوز. وستجديه متحمّسًا جدًا للفكرة.
- ولأنه يميل للمسئوليّة أيضًا؛ اطلبي من طفلك أن يقدم لكِ يد العون مثلًا، واجعليه يشعر أن في مساعدته لكِ سيقوم بعملٍ كبيرومريح جداً لكِ، وكأنه أصبح مسئول وله أهميّة في البيت. وستجديه متعاونًا جدًا، ومطيعًا ويقوم بما تطلبينه منه.
وفي النهاية يا عزيزتي؛ تذكّري فقط أن الطفل العنيد يُصبح أكثر لينًا وطاعة، عندما يجد التقدير والتفهّم والاحتواء، لا التعنيف والإجبار. وعندما تخلقي له فُرصة الاختيار والقرار، كما ظهر في الحيل التي تم ذكرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق