الثلاثاء، 17 فبراير 2015

وفي كل مرة كان يندم بعد ان يعود

كان في كل مرة يندم بعد ان يعود! على الرغم من ان انتظار العودة كان يملأ فكره ويطغى على تفكيره منذ خروجه في الصباح الباكر........
كان يرى في بيته واطفاله عالمه الخاص ودنياه المحببه. كان يخطط لها ويؤمن ان بيته هو مملكته السعيدة التي يمرح ويفرح فيها مع نفسه. لما لا ونفسه هي زوجته واطفاله الذين يراهم كل عالمه ومستقبله.
كان يعمل بكل طاقته خلال يومه وفي فكره اسرته وانشطتها المختلفة لا تفارقه. كان مصرّا على ان يكون ناجحا ومصدر فخرا لكل اسرته، فالشخص الناجح في عمله او عالمه الخارجي لابد وان يكون ناجحا في داخل بيته.
انتهي يومه بعد ان انهكه التعب وكل امله ان يعود الى عالمه الخاص. انتهي يومه وهو يحلم بالعودة الى بيته ليفرح باولاده وام اولاده. 
انتهي يومه وعـــــــاد.......
عاد ليسمع من على مشارف باب المنزل صوت صراخ زوجته وبكاء طفله الصغير. اسرع كي يفتح الباب لعله يستطيع نا يفعل شيئا او ينقذ موقف، فلم يجد الا زوجته لا تكف عن الصراخ في اطفالها الذين اعتادو على صراخها. عاد ليجد كمّا من الفوضى وعدم الترتيب. عاد ليجد كل طفل من اطفاله يحمل له شكواه من اخيه وخلافاته مع امه. 


عاد ليجد زوجته قد نسيت ميعاد عودته لاهتمامها بأمور اخرى او عدم ادراكها للوقت. عاد ليجدها تكمل القصة بطرح كل همومها وشكواها من اطفالها الصغار ومعها كم هائل من الاعذار والهمالات.
عــــــاد وكالعادة اصبح يندم بعد ان يعود. فما كان منه الا ان تخلى عن حلمه الوردي وكبت ندمه بداخله، واظهر للجميع كما من الّا مبالاة تاركا اياهم في فوضاهم ليدخل الى النوم لعله يعرف ان يجد فاصلا بين ما تمناه وواقعة المملوء بالفوضى واللامبالاة، وهو يعرف انه بعد النوم سوف يعود ليعود للندم مرة اخرى ومحاولة الاحلام من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق