الثلاثاء، 17 فبراير 2015

الكذب عند الاطفال وكيف نتعامل معه

يعتبر الكذب عند الاطفال من الامور التي يتضايق منها الاب والام بصورة بالغة. فإن كان الكذب صفة مكروهة في الكبار، فهي مزعجة وغير مقبولة اطلاقا عند الافال الصغار الذين نتوسم فيهم البراءة والصورة الملائكية. ولكن عندما كي نتعامل مع الكذب عند الاطفال بصورة تساعدنا في الفاظ عليهم وتخليصهم من هذه الصفة السيئة لابد لنا ان نعرف الاسباب والدوافع التي تدفع الاطفال الى الكذب. هنا احادثك عن عادة الكذب عند الاطفال؛ اسبابها وكيف نتعامل معها بصورة صحيحة.

الكذب عند الاطفال وثقافة الاسرة

لا توجد ام على وجة الارض تقبل ان يكون الكذب صفة من صفات اطفالها. ولا يوجد اب يتعامل ببساطة مع الطفل الكذاب. ولكن لنا ان نعرف ان الكذب عند الاطفال نابع من ثقافة الاسرة في التعامل مع اطفالهم من ناحية ومع الاخرين من ناحية اخرى. ويمكن ان اوضح لك ارتباط الكذب عند الاطفال بثقافة الاسرة في الامثلة الاتية:



عندما يرى الطفل امه او اباه وهو يقول غير الحقيقة سواء في حوار او سرد موضوع قد حدث او انكار شئ ما او انكار وجوده بالمنزل، كل هذه الامور تجعل الطفل يسلك سلوكا مماثلا ويرى ان قول غير الحقيقة امرا عاديا. فالاب الذي يتحاول مثلا مع الام ويخبرها انه لا يملك مالا للانفاق او لشراء غرض ما، وبعد نقاش يخرج لها المال ويكون الطفل حاضرا، عندها سيرى الطفل ان قول غير الحقيقة ( الكذب ) امرا عاديا. حين يتصل احدا طالبا محادثة الاب او يسأل عن وجود الاب، وترد الام لتخبر المتصل ان الاب غير موجود ( وهو موجود بالفعل ) او ان الاب نائما ( وهو غير نائم )، كل هذه ثقافات عادية ترسخ قبول الكذب عند الاطفال دون ان نلتفت اليها ونعطيها اهتمام كاف.

الكذب عند الاطفال والشدة في التربية

القسوة والشدة في التعامل مع الاطفال عادة ما تكون هي السبب المباشر في الكذب عند الاطفال. فخوف الطفل من العقاب ( خاصة ما اذا كان العقاب قاسيا او متكررا ) يدفعه الى الكذب وانكار الفعل هروبا من العقاب.
ايها الاباء والامهات؛ بكل الطرق وتحت اي ظرف من الظروف تجنبوا العقاب البدني للاطفال. خذوا دوركم في التربية الايجابية، وعاقبوا عقابا ادبيا ومعنويا يعطي نتائج جيدة في التربية، ولكن بكل الصور تجنبوا العقاب البدي، فهو مهين لنفسية الطفل ويرسخ فيه عادات سيئة لا حصر لها ( الكذب – الخوف – عدم الثقة بالنفس – الانطوائية – العنف ) ودون فائدة واحدة .

الكذب عند الاطفال والغيرة من الاخرين

قد يلجأ الاطفال الى الكذب لجلب مزيدا من الاهتمام ولفت الانظار لهم حين يشعرون بالغيرة من اخوتهم الاصغر منهم او اصدقاءهم. فلا تقسوا عليهم وتتهمونهم بالكذب بل اعطوهم مزيدا من الاهتمام والحب.
حذار يا سيدتي ان تنعتي طفلك بالكذّاب لاي سبب من الاسباب. فقيامك بهذا ان او والده او حتى اخوته يهدر الكثير من القيم بداخله وبدون وعي تلتصق هذه الصفة فيه ليكررها فيما بعد.

 

الكذب عند الاطفال والرفقة السيئة

اطفالنا وان كانوا نتاج تربيتنا لهم فهم ايضا نتائج تعاملاتهم مع العالم الخارجي خاصة بعد وصولهم لسن المدارس. فالطفل يتعامل مع زملاءه واصدقاءه. يتعلم منهم وينقل من تعاملاته الخارجية الى المنزل معه. لهذا ينبغي ان نلاحظ صداقات اطفالنا ونوجههم الى الجيد منها ونحاول ان نبعدهم عن الشيئ منها. وفي كل الاحوال نضع الاقناع والحوار واللطف في التعامل في اعتبارنا لنصل بهم الى اقناع بعدم جدوى الكذب دون خوف او ترهيب.
الكذب عند الاطفال الصغار ليس جريمة نقسوا عليهم بسببها، وانما هي محاولة تقليد او هروب من عقاب دون وعي منهم. وحسن تعامل الاب والام واظهار الحب الواعى والاقناع الحكيم يجعل الطفل من تلقاء نفسه يتخلى عن هذه الصفة السيئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق