الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

الطريقة المثلى فى التعامل مع إبنتك المراهقة

مما لا شك فيه أن كل واحد فينا يحلم بأن يكون أولاده أحسن ما في الوجود، فهو يريد دائماً أن يدللهم وأن يعطيهم كل الحب وأن يشاركهم كل ما لديه، بل بالعكس أحياناً يعطيهم أكثر مما يطلبون، وأحياناً يجد نفسه يلبي لهم طلباتهم على حسابه هو شخصياً ويكون فى قمة سعادته عندما يجد البسمة على وجوههم. لكن قد تصادفنا بعض المشاكل فى تربيتهم التى تجعل منهم غرباء عنا او قد تفصلهم عن العلاقة السعيدة بوالديهم، يجد الأب نفسه بعيداً عن إبنه المحبب له، وتجد الأم نفسها فى عالم آخر لا تجد فيه إبنتها محبوبتها، وذلك يحدث حينما لا يجيد الآباء التعامل مع الأبناء فى مراحل عمرهم الحساسة وهى ( مرحلة المراهقة) تلك المرحلة التى تقلب حياة الاشخاص رأساً على عقب، فهى مرحلة تكوين الشخصية والاستقلال بالأفكار.
معظم الآباء يكونون غير مستعديون للتعامل مع تكوين شخصية أبنائهم فى مرحلة المراهقة فهى مرحلة جديدة عليهم يتغير فيها أولادنا شكلاً ومضموناً، الى جانب أن الآباء لا يستطيعوا الثقة فى قرارات أبنائهم فى هذه المرحلة.
العديد من الدراسات الحالية تساعد الآباء فى التعامل مع أبنائهم وتساعد الأم في التعامل مع بنتها. لكى أن تعرفى أن تجنب طريقة النقد الدائم لإبنتك تجعل من السهل إيجاد طريقة للتعامل معها، فلابد أن تعرف الام أن إبنتها تمر بمرحلة حرجة فى حياتها تحتاج الى من يفهمها ومن يقف الى جانبها ومن يعضدها، والأهم من ذلك تجد من لا يستخف بقراراتها أو ميولها.
إليكي عزيزتي الأم أهم الخطوات التى يجب عليكي أن تسلكيها مع إبنتك المراهقة لخلق علاقة إيجابية رائعة بينك وبينها، فتجنبي تماماً الإنتقاد الدائم لها وأن لا تشعريها بالتفاهة ولكن إعطيها إحساسا دائم بأنها رائعة دائماً وإنك تثقي فى إختياراتها وتطلعاتها للمستقبل ولكن مع تعديل بعض الامور، كل هذه الأمور تساعدك فى بناء علاقة ثقة متبادلة مع إبنتك المراهقة وهى تستحق منكِ ذلك.
الخطوط العريضة للتعامل مع الابنة المراهقة
1.     عدم الإنتقاد الدائم لها: نعلم تماماً أن الإنتقاد بصفة عامة لأي شخص يهبط عزيمته ويجعل منه شخص متردد، فما بالك بإستخدام النقد طريقة للتعامل، هذا وحده يكفي لإبتعاد الفتاة تماماً عن والدتها، بالرغم من بذل الأم مجهود مضاعف لتساعد البنت المراهقة، ولكن إستخدام أسلوب الإنتقاد يضيع كل هذا المجهود. لهذ عليكي العمل على تعزيز ثقة البنت المراهقة بنفسها باعتباره من أهم الطرق التى تساعد الفتاة فى المرور من هذه المرحلة بسلام. دائماً قومي بتشجيعها والتعامل معها على إنها فتاة ناضجة لديها كفاءة عالية وبنت جميلة تستطيع أن تتخذ القرارات السليمة.
2.     شاركي إبنتك ذكرياتك: هذه الطريقة تخلق جواً من المشاركة بين الأم وإبنتها، فلا مانع من أن تجلسي وتشاركي إبنتك أحاديث الماضي عنك وعن طفولتك وعن ذكرياتك وما صادفتيه سواء من ذكريات مفرحة أو من ذكريات مؤلمة، كل هذا يساعد إبنتك أن تتقبلك وتجد منك الصديق لها، وتستطيع أن تسرد لكى ما يحدث معها أو ما يصادفها من مشكلات.
3.     بناء علاقة إيجابية: لابد من بناء علاقة إيجابية بينك وبين إبنتك المراهقة وذلك عن طريق إستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ومشاركتها فى إهتماماتها. يمكنكم التواصل بطريقة تجعل البنت غير رافضة لكي من ناحية، من ناحية أخرى تستطيعين فهم ما يدور حولها من إختلافات، ويمكنك مشاركتها فى قراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم عائلي، أو غير ذلك من الاشياء التي تسمح بالمزيد من الوقت لقضاءه مع إبنتك.
4.     إعطاء الدعم المناسب: تمر الفتاة المراهقة بالعديد من المواقف التى من وجهة نظرك تافهة أو غير مهمة، وهنا الفارق يوجد من طريقة تقبلك لمشاكلها، أو طريقة إستماعك لها، فلابد لكي من فهم طريقة الفتاة وكيف تفكر من خلال الإستماع لها والإهتمام بتفاصيلها ومعرفة ميولها ورغباتها عن طريق المواقف التى تسردها لكي ومعرفة أرائها والسماح لها بتجربة بعض القرارات المهمة فى حياتها، مع عدم توجيهك لها بطريقة تظهر رغباتك أنت حتى إن لم تتوافق رغباتك مع رغباتها.
5.     المشاركة الوجدانية: نجد العديد من الأمهات يجدن صعوبة تفهم مشكلات بناتهن المراهقات وذلك لأنهن أساساً بعيداات عنهن. إذا أردت التقرب من بنتك المراهقة وتفهم ما يدور فى عقلها لابد لكى كأم أن تكوني جزءا من حياتها الخاصة لتستطيعى الحكم على إختياراتها إن كانت خاطئة أم لأ!، لا مانع من سؤال إبنتك عن( مالذى تريده؟) فهو سؤال سهل جداً ولكن مدى تأثيره عليها قوي جداً.
6.     الإعتذار والتأسف: لا أحد معصوم من الخطأ، فالكبار مثل الصغار كلهم يتعرضون للوقوع فى أخطاء ولكن الذكى فقط هو من يعترف بخطأه ويعتذر عنه، من خلال هذا الإعتذار البسيط الذى تقدمه الأم تكون قد قدمت مثال عملي لإبنتها المراهقة فى التعامل الصحيح، وتكون قد بدأت بالفعل تكوين علاقة جيدة مع إبنتها، مع العلم أن الإعتذار لا يقلل من شخصية الفرد بل بالعكس يثبت حسن النوايا.
7.     الإنصات لها وسماعها: أهم ما تحتاج اليه بنتك المراهقة هو الإستماع الجيد وعدم الإستخفاف بمشاكلها، لهذا ليك فقط أن تتركي كل مشاكلك الخاصة وخبراتك السابقة وتستمعي لها، فقط إستمعي لها هى لا تحتاج منك حلول لمشاكلها، ولكن تعبيرك لها عن حبك وإهتمامك بها والتعاطف معها هو ما تحتاجه منك.
8.     مشاركتها: تستطيعي الوصول لعلاقة ناجحة معها من خلال مشاركتك معها فى إختيارات بسيطة من وجهة نظرك، ولكن بالنسبة لها كبيرة جداً، قومي بلإشتراك معها فى إختيارات ملابسها لتستطيعي فهم الموضة المنتشرة والتى تهتم هى بها، يمكنك أن تقومي بالتسوق معها وشراء ما تفضله هي.
9.     التسامح معها: كما قلنا سابقاً أن كل البشر معرضون للخطأ والذكى منهم من يقدم إعتذار، ولكن الذكى فعلا من يقدم إستعداد لتقبل الآخر بكل أخطاءه والتسامح فيها، لذلك لا تترددى فى مسامحتها وتقبل أخطائها ولكن بعد أن تكون قد عرفت الخطأ الذى وقعت فيه.
10.الوثوق بها: من الأخطاء الشائعة التى تقع فيها الأمهات هى حب السيطرة وعدم الثقة فى كل ما يخص بنتها  المراهقة حتى إذا كانت بسيطة. لكن عليك أن تفهمي أن الثقة التى تعطيها لإبنتك تنعكس على شخصيتها فى المستقبل، إمنحيها الحرية فى ما تقوم به ولا تكوني قلوقة بشأنها.
11.يمكنك مشاركتها فى المشى سوياً: إذا أردتي تقوية العلاقة بينكما ومشاركتها لذكرياتك، يمكنك طلب الخروج معها للتمشى أو التسوق او غيرها لتبادل الحوارات البسيطة ومناقشة ما يدور فى ذهنها، وفهم كل ما يحيط بها كل هذا يبث روح الأمان والحماية والسرية بينهم.
12.التشجيع المستمر: تقابل الفتاة المراهقة العديد من المواقف التى تشعر من خلالها بالخوف أو القلق، ولكن تستطيع التغلب على هذه المشاعر من خلال كلمات التشجيع التي تقدمها لها الأم دائماً، هذه الكلمات لها دور فعال فى بث روح الثقة لديها.
13.البحث عن الإهتامات المشتركة:  يمكنك كأم مشاركة إبنتك المراهقة من خلال الأحاديث الشيقة، أو القيام بالألعاب رياضية معاً، أو إستخدام السوشيال ميديا لتبادل الخبرات، كل هذه الأفعال تساعدك على بناء علاقة ناجحة بينك وبينها.
14.التحكم فى مشاعرك الخاصة: لا تقحمي مشاكل شغلك الخاصة وإنفعالاتك والأمور الخاصة بكِ عند تعاملك مع إبنتك المراهقة، بل تقومي بفصل مشاكلك الخاصة بالأمور المنزلية، فالتعامل بعصبية مع إبنتك المراهقة تزيد من المشاكل والتوتر بينكما. 
15.إعطاء المشورة بحكمة: من المهم أن تكون الأم فى وضع محايد عند إعطاء مشورة للبنت المراهقة. عند إعطاء نصيحة معينة فى موضوع ما لا تقومى بفرض هذه النصيحة، فبذلك لا تكون نصيحة بل تكون إجبار، لابد أن بتدى قدرًا من الترحيب بكل أرائها وعدم رفضها، مما يعطى مساحة من الثقة والحرية وتكوين علاقة جيدة معها.
الخلاصة : من كل ما سبق نستطيع أن نفهم ان العلاقة الناجحة بينك وبين ابنتك المراهقة يمكن أن تقومي بتعزيزها بالعديد من السلوكيات الإيجابية والتى بدورها تكون أساسيات لتكوين شخصية إيجابية وبناءة وهدافة، لابد أن تنمي الثقة والحرية والابتعاد بكل الوسائل عن الإنتقاد الهادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق