الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

الطريق الى الاسرة سعيدة

ان تكون الاسرة السعيدة هي اسرتك، فإنت محظوظ! فهذا حلم يسعى اليه الجميع. ولهذا تعتبر العلاقة بين افراد الاسرة من أهم العلاقات التي أصبح تداولها بصفة مستمرة في المجتمع وتداول مشكلاتها التي تؤثر في المجتمع بصورة مباشرة. وباتت علاقة الشباب بأسرهم هي المقياس الحقيقي للاسرة السعيدة. فمن المعروف أن الأسرة تشكل الحضن الآمن والأرضية الأخصب لنمو التواصل والاتصال بين الآباء والأبناء وخاصة الشباب على اختلاف أسلوب حياتهم وسلوكياتهم، لبناء علاقة محبة وود وانصهار بين أفراد الأسرة وبين الشباب. هذه العلاقة تحتاج إلى الكثير من التعريف والإيضاح لتحديد طبيعتها. وما ينميها وما يقوى دعائمها.فهناك العديد من المميزات التي تطبع هذه العلاقة وتكاد تكون كل علاقة ذات خصوصية ومحددات مختلفة.

انواع العلاقات المختلفة في الاسرة السعيدة

- فعلاقة الفتاة بوالدتها تتسم بكثير من الحميمية والود والانسجام بين الطرفين في اي أسرة سعيدة؛ إذ تدخل الفتاة في احتكاك دائم مع والدتها وتقيم معها أوثق العلاقات الأسرية. وتتعلم الفتاة من خلال الأسرة مسئولية ربة البيت وقواعدها وميزاتها، فتلعب الدور الأكبر في بناء الثقة. وهي الكفيلة بتطبيق نظام تجتمع فيه السلطة الأسرية والمساواة والمحبة, لذلك فإننا نعتقد أن هذا النموذج من العلاقة يختلف عن النماذج الأخرى من العلاقات الاجتماعية لأسباب تتعلق بعملية الدمج والاتحاد بين جميع أفراد الأسرة وشبابها، ولسبب جوهري آخر هو أن الأم تمثل النموذج الأمثل للفتاة في المجتمع المصري.
- أما بالنسبة لعلاقة الأم بالابن الشاب فهي تبدو أقل اتحادية من علاقتها بالابنة الشابة، لكن الأم تبقى أكثر حضوراً في حياة الشاب طالما هي بمثابة المديرة التي تدير شئون المنزل ويعتمد عليها المنزل اعتمادا كليا فهم على ثقة كاملة في تدبيرها وفي الضوابط التي تضعها ويحرص على الالتزام بها جميع أفراد الأسرة. ومن خلال هذه العلاقة ينتج احتكاك وتواصل أكبر وذلك بسبب التواصل على المستوى الشعوري والحسي الذي يكتسب حضوراً مميزاً.


- وإذا نظرنا إلى علاقة الأب بالابن الشاب، نجدها أقل حرارة ودفئا إذا ما قارناها بعلاقة الأم بالابن؛ إذ غالباً ما يلعب الأب الدور السلطوي وينتج عن ذلك صعوبات تظهر في مستقبل الشاب، وكما هو في جميع القواعد ولا يشذ عنها، فتوجد علاقات من نوع مختلف تتعارض مع القاعدة وتخرج عن المألوف والمعروف فإن علاقة الأب والابن تبدو في الكثير من الأوقات مرضية وحميمية، لذا يتطلب الأمر الكثير من الجهد والمراقبة لحالات متعددة من نماذج العلاقات الأسرية فعلينا المحاولة بطرق متعددة لتحويل تلك العلاقات بين الوالدين وبين أفراد تلك الأسرة من الشباب لكي تصبح العلاقة الأسرية بينهم أكثر تميزا، ويحيا الجميع في اطار الاسرة السعيدة.
 بقي أن ندرك العلاقات من الجانب الآخر، ففي الوقت نفسه علاقة الأب بابنته تبدو أكثر انفراداً وتميزاً؛ إذ تمكن الفتاة من معرفة جزء من العالم الذكوري، هذا العالم الغامض بالنسبة لها، وهنا تكتسب الأبوة التأثير الجوهري على تشكيل المفاهيم الأولية لدى الفتاة، سواء أكانت هذه المفاهيم والأفكار ايجابية أو سلبية.
- لذا فان العلاقة الاسرية بين الأب والفتاة الشابة تكون أقل اندماجاً وشفافية من علاقتها بأمها؛ لأنها في هذة المرحلة العمرية تحتاج الى من يسمعها ويفهم ما تشعر بة حتى لا تتحول العلاقة الاسرية إلى مجموعة من الإرشادات والتوصيات التي لا تخلو أحياناً كثيرة من السلطة والتسلط، وحيث أن المشاعر والحالة الشعورية لدى الفتيات تكون أكثر قابلية للانقلاب والتبدل وهذا يؤدي في بعض الحالات إلى تكوين أرضية من حالة النفور والابتعاد والانقطاع أحياناً في التواصل والنقاش الذي لابد له من الحدوث بين الفتاة ووالدها.

التطور الحضاري وتاثيره على الاسرة السعيدة

- وقد أحدث التطور التكنولوجي الكبير في المجتمع، والتغيُّر الاقتصادي الهائل هزَّة عنيفة للأسرة وتماسكها وحدث بها الكثير من المشاكل الاسرية نتيجة لتأثير تلك المستجدات على كيان الاسرة وعلاقتهم بشبابها، حيث صاحب خروج المرأة للعمل، وذهاب الاطفال إلى المدرسة، وتأخر سن الزواج من الطرفين الذكور والإناث، وارتفاع مستوى المعيشة، والتوسع في التعليم ومستواياتة، وقرب المسافات بالاتصالات والمواصلات: مما أدَّى إلى صراعات نفسية وفكرية في الاسرة العربية، واضطرابات أخلاقية: أثرت على كيان الأسرة وتماسكها، ولم يعد أمام المصلحين سوى تأهيل الأفراد من جديد صغاراً وكباراً لمواجهة المجتمع الجديد ولإعادة مكانة الأسرة ودورها الاجتماعي، من خلال التربية الجادة، فهي "الطريق الأساس للتقدم الاجتماعي، وركيزة الإصلاح"؛ فإن الرؤية الشرقية تعتبر الأسرة وحدة أساسية من وحدات المعمار الكوني، وبناءً أساسيا من أبنية المجتمع العربي، وفطرة كونية، وأسس اجتماعية متعددة؛ بحيث يؤدي الإعراض عن الالتزام بأحكامها وتربيتها، وآدابها الخلقية إلى انفراط عقد المجتمع وانهياره، وقد ورد من بين بنود حقوق الإنسان التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948م أن: "الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع، ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة".



تربية الطفل السليمة احد اركان الاسرة السعيدة

لذلك لا شك في أن التربية في مرحلة الطفولة أمر ضروري لتثبيت قواعد الأخلاق والقيم بصفة عامة، وترسيخ الصغار عليها، يقول أرسطو: "إذا كان من اللازم… ليصير المرء فاضلاً يوماً ما: أن تكون قد أحسنت تربيته في البداية، وأن يكون قد اعتاد عادات حساناً"، فالشباب من الجنسين يتأثرون تأثيرا كبيرا بالمعايير الخلقية التي تلقوها في فترة الطفولة، ويميلون إلى الالتزام بها مهما اختلفت البيئة المحيطة بهم، ويشعرون بالحرج إذا خالفوها، إلا أن هذه المعايير الخلقية لا يمكن أن تكون كافية تماماً لإعدادهم للقيام بواجبهم نحو مستقبلهم وأوطانهم في السنوات القادمة؛ لأن من أساسيات مفاهيم التربية: أنها عملية مستمرة دائمة لا تتوقف ، مرتبطة بالفرد الإنساني خلال حياته كلها، لا تختص بمرحلة دون أخرى، هذا إلى جانب أن التربية التي لم تبدأ منذ الطفولة لا تتحقق أهدافها بصورة مباشرة، فكذلك التربية التي لا امتداد لها في مرحلة الشباب لن تحقق أهدافها هي الأخرى بصورة حسنة.

ولقد باتت سنوات طفولة الإنسان المعاصر أطول من السابق، فقد تصل في بعض المجتمعات إلى الثلاثين أو أكثر أحيانا، يحيا فيها الشاب معتمداً اعتمادا كليا على أسرته، بسبب تعقيد الحياة الصناعية وخلل النظام الاقتصادي والاجتماعي، وزيادة طرق المجتمع ووسائله في مواجهة مطالب الحياة في وجهه الشباب، مما يزيد من مهام الأسرة وأعبائها، ويؤكد دورها في مرحلة الشباب، وأهميتها في ترسيخ المفاهيم الخلقية الصحيحة لدى النشء والشباب، وتهيئة الأجواء الأسرية التربوية لممارستها وتنميتها بصورة كاملة و أعمق وأوسع، وعدم الاكتفاء بالتلقين الذي تم في مرحلة الطفولة، أو الاعتماد على دور المدرسة في تربية النشء، فإن الاسرة هي الوحيدة هي المدرسة التي تكون الخلق الكامل الصحيح"، مما يؤكد دور الأسرة التربوي والاخلاقى، رغم الهجمة الشرسة التي تواجه نظام الأسرة والذي يهدد تماسكها وقوتها، من خلال مؤتمرات دولية تسعى إلى تقويض بنائها، وتحطيم كيانها الأسرى القوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق